يعد علم نفس الألوان عامًلا مهمًا عند التفكير في كيفية تأثير البيئة المحيطة بنا على الصحة النفسية. حيث جوهرها التأثيرات المختلفة التي تنتاب الحالة الذهنية، وكذلك العواطف والسلوكيات. وفي عالمنا الحالي ومع جهود المملكة السعودية في مواكبة الأهداف العالمية لعام 2030 ظهر على خط موازي أمراض العصر التي استرعت انتباه عالمي حول الصحة الجيدة وحق الإنسان في الرفاهية.
ولأجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي يركز إحداها في الهدف الثالث على ضمان حياة صحية جيدة وتعزيز الرفاهية لابد من معرفة ما هي المؤثرات القوية على الصحة النفسية
هل يؤثر اختيار الوان المنزل على تحسن الصحة العقلية؟
لعل من أبرز أمراض العصر القلق والاكتئاب وفقا للدراسات الحديثة. ومع ذلك، فإن تقنيات وأساليب اختيار الالوان في عملية التصميم الداخلي تحولت إلى أحد العلاجات المساهمة في تقليل التوتر والاكتئاب. حيث يمكن الربط بين تصميم المنزل والاستقرار العاطفي التي تزيد من الصحة العقلية.
إلى أن العِلاقة بين التصميم الداخلي وإثارة عاطفة إيجابية أو سلبية لدى البشر نشأت منذ آلاف السنين مثل:
فن فينج شوي الصيني. حيث توضح هذه العِلاقة أهمية التعامل بوعي مع العناصر الزخرفية والديكورية بهدف تدفق الإبداع والسلام والراحة النفسية.
ومرورًا بمدى تأثير الألوان وفوائدها على الصحة النفسية فأن تشبع اللون المقصود به نقاء اللون ومدى سطوعه أي كمية اللون الأبيض في اللون، يعدان عنصرين مهمين في قوتهما العاطفية.أما عن الألوان الزاهية فهي أقل تشبعًا ولها تأثير مريح.
على سبيل المثال،
- اللون الأحمر الخالص يرتبط بالقلق.
- بينما اللون الوردي الشاحب هو لون مهدئ لأنه أقل تشبعًا.
لكن ليست جميع الألوان المشبعة تثير مشاعر سلبية حيث يعد اللون الأخضر الزمردي من الألوان المشبعة بعمق وأقل تشبعًا لكنه يشعرك بالنشاط والرغبة في الحركة.
5 أمثلة على الألوان والحالات المزاجية المرتبطة بها
التأثيرات النفسية التي تمنحها الألوان دورًا هامًا في تفضيلات بعضها عن غيرها. حيث يلعب مصمم الديكور الداخلي والفنانين على ارتباطات الألوان لخلق حالة مزاجية مميزة. وفي الأمثلة التالية يمكنك التفكير في العواطف التي تثيرها الألوان المتنوعة:
أولًا - الأحمر
اللون الأساسي في عجلة الألوان والأكثر حدة في إثارة بعض الحالات المزاجية والعواطف، ولأنه محفز قوي يرفع مستوى الطاقة لدى الأشخاص فإنه يثير مشاعر الحب، الغضب، الخطر. إنه يولد تأثيرًام حفزًا ويزيد من معدل ضربات القلب مما يجعله أيضًا مساعد قوي في التخلص من المشاعر السلبية والغضب المستمر.
ثانيًا - الأصفر
لون الشمس ورمز الإشراق وهو يثير مشاعر النشاط والسعادة والتفاؤل، وقد يحمل مفاجأة كونه يدل على تحمل المخاطرة عن الشخص العادي. وإذا تم الاستعانة به في الزهور أو اللوحات الفنية فهو يجذب نظرات الإعجاب مما ينتج مشاعر إيجابية في محيط المكان.
مع التحذير من الإكثار في استخدام الأصفر أو درجاته المشبعة - نقاء اللون - بعمق حيث من الممكن أن تسبب إجهاد النظر ومشاعر الإحباط.
ثالثًا - الأخضر
استمد من الطبيعة اللون الأخضر وهو من الألوان الترابية التي تخلق جوًا هادئًا وراقيًا. انتشاره في أرجاء المنزل بواسطة توزيع أكثر من أصيص ورد في أركان غرفة المعيشة أو المكتب سيجعل الحالة المزاجية هادئة ومتجددة.
رابعًا - الأزرق
اللون الأزرق يملك السلطة على إثارة مجموعة واسعة من المشاعر باختلاف درجاته من الفاتح إلى الغامق. على سبيل المثال، الدرجات الداكنة الزرقاء يمكن أن تثير في نفس أصحاب المنزل مشاعر الوحدة والرغبة في الانفصال عن الآخرين.
بينما الأزرق الفاتح بدرجاته تأثيره مهدئ ويبعث على الراحة النفسية والاعتمادية. لذلك كثيرًا ما يوصف لمرضى الصدمات النفسية أو المثقلين بالأحزان الذهاب للجلوس أمام الشاطئ. من الممكن إعطاء نفس التأثير عند طلاء جدران الغرفة بهِ مما يحسن من الصحة النفسية.
خامسًا - الأرجواني
يعد اللون الأرجواني من أصحاب التأثيرات اللونية الهادئة التي ترمز إلى حب السلطة وامتلاك الثروة، وينتشر في التصميم الداخلي استخدام اللون الأرجواني على الطراز المعاصر يتناسب مع ألوان محايدة من الأثاث والديكور.
الآن يمكنك التفكير في الشعور الذي يصاحبك في أثناء قراءتك للمقال، والنظر من حولك إلى ألوان وديكورات المكان المحيط بك، والسؤال:
هل تحتاج إلى إحداث تغيير في الصحة النفسية أو أنك استطعت السيطرة على مشاعرك بإحاطة نفسك بالالوان ذات الطاقة الإيجابية؟